وارتقى الواسعي للواسع

كتب / عبدالخالق عطشان
رحل الكاتب الثائر المعلم لجيله فنون الدعوة والثورة الأستاذ علي بن عبدالله الواسعي والذي كان بيراعه يوقظ الضمير ويشحذ النفس ويزود القلب والعقل بكل أشكال الطاقة المعرفية والدعوية والثورية .
في الصحوة الصحيفة كان له عموده (وخز الضمير) يخاطب ضمير الأمة بلغة سهلة سلسلة لغة الحاني المشفق لايتكلف ومع ذلك يجهد عقله وفكره محاولا أن يجمع للقارئ مايروي ضمأه دون أن يكلفه عناء الإستغراق والمشقة في مفهوم ومنطوق ما أبدع ، وفي النور المجلة كان ينظُم جمان المعرفة ودرر العلم وفرائد الفوائد ليتحلى بها كل من جالت بصيرته وطاف فؤاده بروضة النور ، لقد كانت كتابات الواسعي خلاصة رحلة في دروب النضال الجمهوري السبتمري ضد الإمامة ونتاجاً لمسيرة حياة نقل فيها اوجاع الإمامة وآلامها ووضع بين يدي الأمة تضحيات أبطال الجمهورية الذين بددوا ليل الإمامة الحالك بصبحٍ جمهوري كان الأستاذ الواسعي شعاعا من أشعة شمس الجمهورية إلى جانب بقية رفقاء دربه من أحرار الجمهورية .
لقد تفيأ الأستاذ الواسعي ظلال الجمهورية ليبين ضلال الإمامة ويغرس في الجيل حب الجمهورية والوطن والثورة والدعوة وان العلم هو العروة الوثقى وسفينة النجاة للوصول إلى ضفاف التقدم وشطآن الرقي .
كنجم في السماء ظل الأستاذ علي لم يبتعد عن الأمة ولم يغب ضوءه وإنما اوجاعه وأسقامه وكرم بلاء الله له وهموم الأمة وآلامها حجبت عنا سناؤه وبريقه فارتقى بعد ذلك الأستاذ الواسعي إلى الواسع بعد أن ملأ فضاء الروح بالعطاء حتى زاره القضاء فجزاه الله عنا خيرا الجزاء وأن يكرمه بمقعد صدقِ عنده ويبوأهُ منازل الصديقين والنبيين وأن يخلف على هذه الأمة بالخير ويكرم أهله بأضعاف مانزل عليهم من البلاء وإنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين