بعد عام من وعيد الحوثي ووعد العرادة

كتب / علي سنحان
قبل عام وفي مثل هذه الايام المباركة كانت جماعة الحوثي تعيش حالة استثنائية من النشوة والغرور بعد أن تلقت اكثر من ضوء اخضر من قبل بعض القوى الدولية والاقليمية لاقتحام محافظة مأرب وامتدت اليها ايدي المساعدة والدعم اللوجستي من قبل داعمين جدد اضافة لدعمها اللامحدود من الممول الرئيس في ايران.
هذه الفرصة السانحة التي اتيحت للمليشيات الحوثية بفعل المتغيرات السياسية هنا وهناك جعلت قيادات المليشيا تتسابق ميدانيا لافتتاح اسوار مأرب المنيعة وتحركت جموع وافواج غفيرة من القطعان المحشوة بالوهم وتنبؤات السبد الذي وعدهم بالنصر والفتح القريب.
مأرب بدورها لم تكن في ظاهر الامر على ما يرام وكانت تعاني من انتكاسات معنوية بسبب احباط الشرعية الناجم عن تعثر الحلول وفشل التسويات السياسية مع المجلس الانتقالي في الجنوب ناهيك عن ارتباك الشرعية في التعاطي بكفاءة مع الملف الاقتصادي وانهيار العملة.
تحركت جحافل المليشيا بكل امكانياتها وعوامل تفوقها باتجاه مأرب من كل النواحي والجهات واندفعت اندفاع اللاعودة فكانت حربا شاملة لا حاجة فيها بالنسبة للمليشيات الى تعدد الخيارات.
وما كان امام مأرب واهلها وسكانها وجيشها الوطني الا خيار المواجهة والصمود امام فضاعة المخطط وضخامة المؤامرة الذي بات اعظم من المواجهة العسكرية.
وفي خضم ذلك وقف- رجل المرحلة -محافظ مأرب اللواء سلطان بن علي العرادة وقال كلمته الحاسمة التي تردد صداها في الداخل والخارج ( مأرب ابعد عليكم من عين الشمس) وبهذه العبارة- التي انخلعت من وقعها قلوب وافئدة قادة ومشرفي المليشيات
عادت الامور الى نصابها وتراصت الصفوف خلف قائدها في اطار خطة دفاعية محكمة لم يشهدها التاريخ تكللت بحصاد وهلاك كافة قيادات وخبراء الصفوف الاول والثاني والثالث… الخ
بحسب تصنيف المليشيا وفناء حشودهم وكتائبهم النوعية عن بكرة ابيها لتكون النتيجة بحسب محللين عسكريين ومتابعين بأن المليشيا خسرت خلال بضعة شهور من معركتها في مأرب نحو 70% من امكانياتها البشرية والعسكرية .
وهاهم ابطال الجيش الوطني ورجال المقاومة اليوم يستعيدون زمام المبادرة في كافة جبهات مأرب ويتحولون من الدفاع الى الهجوم لتبدأ مرحلة جديدة قد لا يتكرر فيها الضوء الاخضر ولا حتى الرمادي، ولن تجدي معاها تكهنات زعيم المليشيات وتنبؤاته، وخاصة بعد ان غيرت مأرب موازين القوى وقلبت المعادلة ( وما النصر الا من عند الله)..