حماية المدنيين في الصراع
استراتيجية تهديد وقتل السكان المدنيين اثناء الحروب هو قديم وفعل موازي لتاريخ الحروب، وحاول الأنسان خلال مسيرة كفاحه الطويل للترقي والتحضر الحد من هذا السلوك المتوحش.
وخلال الحرب العالمية الثانية تجرعت البشرية ويلات وعذابات كبيرة نتيجة التقدم التقني الحربي وأنتهت الحرب بمأسي فيما يتعلق بالمدنيين ولعل مدينتي ناجازكي وهروشيما اليابانيتين خير شاهد ودليل.
شرع الأنسان في تطوير آليات قانونية للحد من هذا التوحش بعد مأسي الحرب العالمية الثانية وأنجزت جهات الأختصاص الأممية العديد من القوانيين الخاصة بحماية المدنيين اثناء الصراعات وحددت الجهات المسؤولة عن حماية المدنيين.
ومنذ ذلك الزمن ارتكبت فضاعات ضد المدنيين وكانت هناك عقوبات رمزية في محاكم الحرب وكثيرون تجاوزوا العقاب.
ما من حرب دارت داخلية او خارجية الا ودارت في رؤوس الجنرلات وقيادات المليشيات فكرة تدمير المدن أو ايذاء المدنيين للحصول على مكاسب ميدانية أو سياسية.
لم تفعل آليات العقاب الا ضد المهزومين فقط اما الذين كسبوا الحرب فهم في ما من.
شهدنا الكثير من العذبات للمدنيين في فيتنام ويغوسلافيا السابقة والحروب العربية الاسرائلية والحرب العراقية الأيرانية.
وما عرف في تلك الحرب بحرب المدن.
في الصراع اليمني الحالي تم بذل كثير من الجهود للتحييد المدن والتجمعات السكانية وهناك الكثير من التفاهمات، لكن الحوثي يقوم بخرقها لقلب المعادلة.
وفي التصعيد الأخير على مارب توقعنا عودت مهاجمة المدنيين بقوة وهو ماتم بالفعل والهدف بث الرعب ومساندة اجهزة الدعاية الإعلامية للمليشيات.
وما يجب ان نلفت الأنتباه اليه ان معظم المستهدفين هم في الأساس نازحين ويهدف الحوثي الى ايذائهم وتشريدهم مرة اخرى الى المجهول ومثل هذا العمل يعتبر نوع من انواع الأباده الجماعية، وهوى ما يتوجب على الجهات ذات العلاقة بالصراع تقديم الحماية والمساندة بموجب القانون الأنساني الخاص بحماية المدنيين اثناء الصراعات
ويتحمل تحالف دعم الشرعية الجزء الأكبر من هذه المهمة، وقد ساهم التحالف في الماضي بشكل جيد في حماية المدينة والتصدي للصواريخ البالستيه.
وتتحمل الأمم المتحدة ومندوبها في اليمن الكثير من المسوؤلية المعنوية فيما يتعلق بتسمية الأطراف الضالعة من قيادات المليشيا في جرائم على هذا النحو .
ومن دون تفعيل الأمم المتحدة لدورها وتفعيل تحالف دعم الشرعية بالقيام بواجبه في المناطق التي يسيطر عليها الى جانب الجيش الوطني لحماية المدنيين فسيظل المدنيون في مارب في حالة خطر دائم.
قد يقول قائل ان المدافعين عن مارب يتوسلون بالمدنيين، وفي هذا الجانب نود التوضيح ان هناك جبهة المواجهة الأمامية مع المليشات تمتد لمسافة 200 كيلو متر وهي مناطق ندرة سكانية والمدينة بعيدة عن هذا الجبهات، ونود ان نأكد ان المليشيات تجاوزت الأعراف المحلية عند اليمنيين والتي تحرم المساس بالمدنيين مثل النساء والأطفال اثناء الحرب وتغلظ الأعراف المحلية من العقوبة في هذا الجانب..