اليمن.. فرض العزلة من جديد
ظل اليمن أحد البلدان المعزولة عن العالم وخاصة شمال اليمن وهذه العزلة فرضتها عوامل مختلفة منها الطبيعي ومنها الديني والعقائدي ومنها السلطوي.
وعندما تعودالى ثلاثينيات وعشرينيات القرن الماضي ، وتتذكر اقوال أولئك الذين غامروا بالذهاب الى اليمن من امثال امين الريحاني مؤلف كتاب “ملوك العرب” او هانز اولفيتر مؤلف كتاب “اليمن من الباب الخلفي” قدم هؤلاء الرحالة في عشرينيات وثلاثنيان القرن الماضي وطلعوا بنتيجة واحدة هي ان اليمن بلد معزول.
اما اذا عدت الى كتاب الطبيبة الفرنسية كلودي فايانا كنت طبيبة في اليمن فسوق تتضح الصورة اكثر. وعلى الرغم من قيام الجمهورية وما تبعها من تغيرات كبيرة الا ان العزلة ظلت سائده وظلت حركة الانفتاح محدودة لاسباب لايتسع المجال لذكرها.
وادت ست سنوات من الحرب الى عودة العزلة وقيدت الحرب حركة السفر داخلياً وخارجياً وخلقت عوامل جديدة لفرض العزلة مثل ضعف البنية الاتصالية وتدفق المعرفة مثل الكتب والمجلات الرصينة كما منعت الحرب اي تطور في مجال الثقافة.
وتتحمل المليشيات الانقلابية الجانب الأكبر كما ان المليشيات من ناحية عقدية تنتمي لثقافة مغلقة وهذه الثقافة كان لها الدور الأكبر في عزل اليمن عبر التاريخ،
وفرضت المليشيات الحرب على الجميع مما ادخل البلد تحت البند السابع وفرض هذا الوضع مزيداً من العزلة.
وسوف تترك هذه العزلة اثر سلبي على الجميع في ظل عدم زوال أسبابها والتي هي مرهونة بالصراع الحالي والذي قد يمتد في المستقبل لسنوات قادمة.