تحقيق للجزيرة يكشف كيف دخل “ايرلو” الى صنعاء وكيف خرجت قيادات حوثية منها بتواطئ أممي

الانباء اونلاين – متابعات:

كشف تقرير صحفي اعدته قناة “الجزيرة”، عن النشاط الخفي لمطار صنعاء الدولي، والمفترض أنه مغلق من قبل التحالف العربي منذ أغسطس 2016، لمنع تهریب الأسلحة والمستشارین الايرانيين إلى مليشيات الحوثي الانقلابية لكنه بقي مفتوحاً أمام القيادات الحوثية وذوي النفوذ والعلاقات مع المنظمات الدولية.

وأكدت “الجزيرة” في تحقيقها الصحفي الذي حمل عنوان “مطار صنعاء المغلق أمام اليمنيين.. مفتوح فقط لأصحاب المصالح والنافذين” :أن القيادي في الحرس الثوري الايراني المدعو حسن ايرلو دخل اليمن عبر مطار صنعاء الدولي وأن سفير مليشيات الحوثي لدى نظام الاسد خرج من المطار الى دمشق.

وتطرق تحقيق “الجزيرة”، إلى كيفية وصول السفير الإيراني لدى جماعة الحوثيين إلى صنعاء، في الوقت الذي تم إغلاق المطار بسبب دخول من أسماهم التحالف مستشارین إیرانیین إلى الیمن للعمل مع الحوثیین.

ونقل عن مصدر إعلامي مقرب من الحوثيين قوله إن السفیر الإیراني دخل الیمن كجزء من اتفاق رعته الولایات المتحدة للإفراج عن رهائن محتجزین لدى الحوثیین، إضافة إلى دخول 240 عالقا من جماعة الحوثیین منهم قیادات من الصف الأول عبر مطار صنعاء بوساطة عمانیة.

وتحدث التحقيق عن غضب الكثیر من الیمنیین الذي تساءلوا كثیرا: كیف سمح التحالف العربي بقیادة السعودیة بدخول السفیر الإیراني عبر مطار صنعاء في الوقت الذي یغلقه أمام الیمنیین بحجة تهریب الأسلحة والمستشارین الإیرانیین إلى الحوثیین.

وتناول إعلان الحوثيين أداء عبد الله صبري المعین من قبل الحوثيين سفیرا في دمشق الیمین الدستوریة أمام رئیس المجلس السیاسي الأعلى لأنصار الله (الحوثیین) عبر تقنیة الفیدیو من العاصمة السوریة دمشق في 15 نوفمبر 2020 .

وبحسب التحقيق فقد أكد مصدر ملاحي أن العدید من قیادات الحوثیین یسافرون من مطار صنعاء عبر طیران الأمم المتحدة أو الطیران الُعماني الذي یأتي إلى المطار من وقت إلى آخر.

وأفادت الجزيرة أنها تحققت من خلال هذا التحقيق الصحفي الذي استمر العمل علیه لأكثر من 5 أشهر عبر الشهادات والرصد من یسافر عبر المطار : أن بعض المسافرين من مطار الملكة علیاء الدولي في عمان استطاعوا أن یجدوا منفذا للسفر عبر رحلات الأمم المتحدة المباشرة إلى صنعاء.

وقال التحقيق إنه عبر طیران الأمم المتحدة للخدمات الإنسانیة UNHAS یغادر العشرات من مطار صنعاء ویصل العشرات إلیه ممن ینتمون بشكل ما إلى المنظمات الأممیة أو الدولیة “وهم لیسوا موظفین رسمیین فیها”.

واستعرض التحقيق قصص عدد ممن استطاعوا المغادرة عبر المطار من بینهم عمار محمد (اسم مستعار) الموظف في إحدى المنظمات الإنسانیة الدولیة التي لا تتبع الأمم المتحدة. یقول عمار لمعد التحقیق إنه غادر من مطار صنعاء في ینایر 2020 لحضور مؤتمر دولي بإحدى الدول الأوروبیة ولیس له علاقة بعمل المنظمة الإنسانیة في الیمن.

عمار الذي تردد كثیرا في التحدث للجزيرة، إلا بعد تقدیم الضمانات بعدم نشر اسمه الحقیقي، یقول إنه خلال عامین غادر من مطار صنعاء بعلم الحوثیین والتحالف العربي والأمم المتحدة أكثر من 5 مرات.

فيما شرح الموظف في الصلیب الأحمر عماد عبد الرحمن (اسم مستعار) الطریقة التي یجب أن یسافر بها أي شخص عبر طیران الصلیب الأحمر الدولي من مطار صنعاء، قائلا إنه یجب أن یكون موظفا بإحدى المنظمات الأممیة العاملة بالیمن أو في الصلیب الأحمر أو “أطباء بلا حدود” لیحصل على استمارة مغادرة، وبعد ذلك یقوم بإرسالها عبر المنظمة التي یعمل فیها إلى التحالف العربي الذي یعطي الموافقة الأخیرة على الأسماء التي سوف تصل المطار أو تغادر منه.

وأضاف التحقيق “لا یزال الكثیرون ینتظرون فتح مطار صنعاء حتى العودة إلیه، إلا أنهم لا یملكون علاقات مع منظمات دولیة تسافر طائراتها إلى مطار صنعاء ولا یستطیعون التنسیق عبر المنظمات الدولیة”.

وأشار التحقيق إلى رصد عدد الرحلات من وإلى مطار صنعاء، وعبر موقع “فلایت رادار 24 “الشهیر في تتبع حركة الطیران بین المطارات، واتضح وجود رحلات مسجلة من وإلى مطار صنعاء في أیام محددة.

كما تظهر بیانات الموقع أن الرحلات المسیرة من وإلى المطار تجریها شركة “Air Taquan “الأمريكیة مقرها مدینة كیتشیكان بولایة ألاسكا.

ولفت إلى رفض الهیئة العامة للطیران في صنعاء إعطاء إحصائیات الرحلات التي استقبلها المطار خلال سنوات إغلاقه، غير أن مديراً فنياً أفاد بوجود رحلتین إلى 3 رحلات یومیا في أغلب الأحیان منذ إغلاق المطار.

ووفقاً للتحقيق فقد استقبل مطار صنعاء الدولي خلال الفترة بین یونیو وأغسطس 2020 أكثر من 270 رحلة، أي معدل 3 رحلات أو رحلتین یومیا وتصل أحیانا إلى 4 رحلات، مقارنة مع 220 رحلة في الفترة نفسها استقبلها مطار عدن الدولي جنوب الیمن والمفتوح أمام جمیع الرحلات .

واستعرض التحقيق كذلك قصص مؤلمة وغریبة، عاشها المسافرون الذین أجبروا على السفر عبر مطاري عدن وسیئون، والمرور بعشرات نقاط التفتیش لأطراف متصارعة مع احتدام المعارك العسكریة أغلب مناطق الیمن، فضلاً عن المعاناة جراء قرار الحكومة الشرعیة بمنع السفر بالجوازات التي تصدر في مناطق سیطرة الحوثیین، وضرورة استبدالها بجوازات جدیدة صادرة من مناطق سیطرة الشرعیة.

وأفادت الجزيرة بإرسال تساؤلات إلى التحالف العربي عن جدوى إغلاق مطار صنعاء أمام الیمنیین وفتحه لموظفي المنظمات الدولیة أو من یمتلك علاقات مع هذه المنظمات، وكیف دخل السفیر الإیراني إلى صنعاء، وكیف غادر السفیر صبري إلى دمشق؟ لكنها لم تتلق رداً، كما لم تتلق رداً من مكتب المبعوث الأممي إلى الیمن مارتن غریفیث عن العائق الحقیقي أمام فتح مطار صنعاء.

وفي ظل اتهامات متبادلة بین أطراف النزاع من جهة وبین الحوثیین والأمم المتحدة، یظل مطار صنعاء مفتوحا أمام قلة من الأشخاص، ومغلقا أمام ملایین الیمنیین الذین یذوقون الویلات في الطریق الطویل إلى مطارات بعیدة عنهم لتضاف حرب أخرى یعانون منها، بحسب التحقيق .

وخلص التحقيق إلى أنه ” في غیاب ضغط حقیقي نحو إعادة فتح مطار صنعاء من قبل الأمم المتحدة، حیث یستأثر موظفوها والقریبون منهم وأصحاب العلاقات النافذة والحوثیون بخاصیة السفر دون عوائق، لا یملك عامة الیمنیین إلا انتظار الیوم الذي یفتح فیه المطار للجمیع”.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من الانباء اونلاين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading