سلام حقيقي بعيدا عن شعارات المزايدين

تتصرف الدول وفق مصالحها  وليس ضمن العواطف  لكنها تستغل عواطف الجماهير  للوصول الى اهدافها  أو زيادة مساحة مصالحها.

فهناك ثلاث دول تستغل حالة الضعف العربي تحاول جهاراً نهاراً توسيع نفوذها في العالم العربي تركيا -أيران -اسرائيل وتتخادم هذه الدول فيما بينها البين.

العلاقة التركية الأيرانية تمثل نموذج  والتخادم الأيراني الإسرائيلي، وهذا ليس سر من الأسرار  ،يحتفظ الاتراك بوجود عسكري بري في العراق وسوريا ولديهم وجود عسكري في قطر وقاعدتين بحريتين في البحر الأحمر وخليج عدن  ونفوذ نسبي في ليبيا، كذلك ايران عبر توابعها الذنبية ومليشياتها

اما اسرائيل في تجتهد من خلال حملة التطبيع الأخيرة

وتركيا هي الأقوى في الأطراف الثلاثة نظراً لموقعها الجغرافي وقوة اقتصادها فهي أحد الرأسماليات الناشئة على مستوى العالم  .

واذا كان التفاهم التركي الأيراني واضح وتسود علاقة البلدين الهدوء، فأن تركيا تنظر لإسرائيل كمنافس نظراً للتشابه بين البلدين وخاصة في الجانب التقني، لكن التنافس التركي الإسرائيلي له حدود وضوابط، ويبقى في أطار تنافس منضبط.

يعي العرب هذه المخاطر ، لكن مواجهة هذه المخاطر ليست الحروب المباشرة  وهناك جهود عربية تبذل بشكل غير معلن لأحتوى هذه الطموحات.

وفيما يتعلق بأحداث غزة الأخيرة،  يمتلك الاتراك مجال بحري مفتوح مع غزة وكذلك تقنيات عسكرية متقدمة مثل تزويد حماس بالمسيرات التركية الفتاكة، لكنهم لن يفعلوا  فما يريدونه هو تضخيم صوت معارض لأفعال اسرائيل دون ايذا وجودها،  وهذا يحقق لهم  في العالم العربي دعايةبثمن زهيد..

وينطبق واقع الحال على ايران واختبار شعاراتها فهي تمتلك كل ما يمكنها من مساعدت الفلسطنيين واسنادهم من جغرافيا مجاورة وتقنيات عسكرية مشابهة لما تزود به الحوثي لقصف المدن اليمنية والجوار  ولأنها ترفع شعار تكتيكي فقط فستتوقف عند رفع الشعار.

ان أحداث غزة الأخيرة سوف تكشف الكثير من الحقائق  والتكتيكات الإعلامية التي وظفت قضية فلسطين.

وبالنسبة للعرب توفر المقاومة الفلسطينية مناخ مناسب للضغط على اسرائيل للرضوخ لعملية سلام حقيقية  قائمة على المرجعيات والقرارات الدولية  الخاصة بالصراع العربي الاسرائيلي، ولن تتكرر الفرص بالنسبة لإسرائيل.

يجب ان يتبلور موقف عربي موحد وواضح تجاه ما يجري على الارض في فلسطين  ويأخذ في الحسبان المتغيرات التي خلقتها المقاومة وتوظيفها لمصلحة سلام دائم وعادل.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من الانباء اونلاين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading