رسالةٌٌ من ضَـــــريح

 

أيّها الباكي على درب الوفا

كل دمعٍ في ضلوعي وكفى

دمعك الدفاق عندي مثلهُ

حين آن الصبر عندي ما كفى

في وهاد الغمّ أمضى زمناً

يحتسي الوهم تباعاً والجَفَا

في ربوع الأرض يقتات النّوى

بانتحابٍ دمعهُ ما نزفَــــــــــــا

أخوةٌ واراهمُ بطن الثرى

لا يزولُ  الودّ مهما اختلفا

عازفين الوجد أوتاراً لها

نبرة الحزنِ ذكاهُ ما انطفا

مثل طيرٍ نازحٍ في فلوةٍ

آثر النأْيَ لفقدان الصفا

يارفاقي طار لُبّي والكرى

كفكف الدمعَ سخينًا ذُرفا

ذكرتني سكرة الموت التي

ذاقها خير البرايا المُصطفى

ذكّرتني هاذماً في ثوبهِ

يبتغيني ولروحي اختطفا

ماخرٌ عمري إلى حتفٍ بهِ

يُقْصمُ الظهر إذا الكأس انكفا

لا مناص الحزن أضحى عادةً

ولأوتار  المنايــــــا مِعزفــــــــــــا

وكأني فوق رحلـــــــــيٍ راكبٌ

نحو رمسٍ  لستُ ألقى مَصْرفا

والأماني صوب لحدٍ ضيقٍ

وظلامٍ بات فيه سُــــــــدَفا

وافتراشي خرقةً شفافةً

بعد أنْ كان وسادي ( كُرْسُفَا)

تاركًا أهلي ومالي عنــــــــــوةً

وبقبري ثاويًاً وااا أسفــَـــــــا

تهتك الديدان شلوي طعمةً

وفؤادي أغلى شيءٍ عُــرِفَـــــــــا

أرغدُ العيش ثريدٌ يُحْتَسى

وثرى الذل بعيني اغْتُرِفا

شرّد الخوف رقادي فَرَقـــــــــًا

جلّ عمري بالخطايا نُسِفَا

صفحتي سودا…وأعمالي بها

جدبةٌ بانتْ وقاعاً صفصفا

في دجى الليل دنا بي هاتفٌ

ودعاني يامسيئًا قد هفا

خضّب الخد بدمعٍٍ مسبلٍ

لا تكنْ لليأس كهــــفاً مردفا

يفرح المولى بعبدٍ مقبلٍ

مخبتٍ في بابهِ إذْ دلَفَـــــــا

آيبٌ للتوّ محرابي الــــــــــذي

بات منْأى من قَلَاهُ الأُلَفـَــــا

ليت شعري هل ألاقي توبةً؟!

يا إلهي إنّ حوْبي عُــــــــرِفَـــــــا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى