مديرية الجوبة بمأرب : انتهاكات حوثية مستمرة وانقطاع تام للخدمات «تقرير»

في ظل سيطرة المليشيات

الأنباء اونلاين – محمد عبدربه :

يطلق عليها البعض قلب مأرب النابض والمفعم بالحياة، بسبب نمط حياة سكانها الحضاري والمعرفي بالإضافة الى حضريتها ونمطها الحياتي والإجتماعي، وحراكها الثقافي والسياسي.

بينما يطلق عليها آخرون بأنها خاصرة مأرب لتسوطها بين جميع مديريات المحافظة فهي من تربط بين مديريات جنوب وجنوب غرب مأرب بوسطها وهي المديرية الأقرب الى مركز المحافظة.

هي مديرية الجوبة التي عاش أكثر من خمسين الف مواطن من أبنائها في قراهم بسلام وينعمون في منازلهم بالأمان لسنوات طويلة بعد أن توفرت لهم كل مقومات الحياة الإساسية من كهرباء ومياة والمشاريع الصحية والتعليمية.

وحين سيطر الحوثيون عليها في اكتوبر في 2021م تحول كل شيء في المديرية وتغيرت أوضاعها  وتبدلت أحوالها وتوقفت تنميتها وحركة عمرانها وفقدت المدينة حيويتها وصخب وضوضاء حياتها المعهودة.

وأصبحت المديرية في ظل حكم المليشيات الانقلابية كأنها مدينة أشباح تلاشت كل ملامح الحياة فيها منذ قرون ولم يتبقى من سكانها الا قرابة الفين شخص هم اجمالي من تبقى   في جميع قرى وعزل ومناطق المديرية.

فعقب سيطرتها على المديرية سعت المليشيات لتهجير جزء كبير من سكان المديرية الذين أجبروا على ترك منازلهم  للنجاة بإنفسهم واهاليهم بسبب تساقط قذائف المليشيات العشوائية على منازلهم .

بينما آثر جزء غير قليل من السكان الفرار من مناطقهم هربا  من سطوة المليشيات وبطشها ورفضا للبقاء تحت حكمها بعد أن شاهدوا الخراب والدمار الذي تحدثه المليشيات في كل المناطق التي تسيطر عليها ورأوها خالية من التعليم والصحة وكل شي سوى النهب والاعتقال والتعسف.

انتهاكات مستمرة

أدت الحرب التي شنها الحوثيون على قرى وعزل ومراكز مديرية الجوبة أدت تدمير كثير من الممتلكات العامة والخاصة بسبب القذائف والصواريخ العشوائية التي كان الحوثيون يطلقونها بلا هوادة .

وعقب سيطرتها على المديرية ارتكبت المليشيات الحوثية سلسلة متنوعة من الإنتهاكات ابتداء من القمع والاعتقال مرورا بالتهجير والتدمير والنهب ، وصولا الى  تقييد الحركة والمنع من التنقل بالإضافة الى الحرمان من الخدمات الإساسية.

إذ كشفت احصائيات حقوقية رسمية أن مليشيات الحوثي الانقلابية وعقب سيطرتها على مديرية الجوبة اعتقلت نحو 75 مواطنا  وقيدت حركة 340 مواطنا اخرين ومنعتهم من التنقل

بالإضافة إلى اقتحام  245 منزل ونهبها بشكل كامل وكذا اقتحام  45 مدرسة ومركز تعليمي و22 مسجدا في المديرية والتمركز فيها .

وفي تعليقه على تلك الانتهاكات أكد مدير مكتب حقوق الإنسان بمحافظة مأرب عبدربة جديع أن مديرية الجوبه تعاني الكثير من الانتهاكات التي تقوم بها مليشيات الحوثي الارهابية بحق المواطنيين والممتلكات العامة والخاصة في المديرية.

مبينا أن تلك الجرائم والانتهاكات مغيبة تماما عن وسائل الاعلام لإسباب عديدة منها العزلة التي فرضتها المليشيات على المديرية وتشريد المواطنين منها بالإضافة الى السلطة القمعية التي تفرضها على من بقي من السكان.

وأضاف “أن التهجير الذي تعرض له الإهالي والسكان في المديرية يعتبره بعض الحقوقيين انه نزوح بسبب الحرب”، مع الاختلاف الواسع بين التهجير والنزوح.

مشيراً الى أن مفهوم التهجير هو حالة قسرية تُفرض على الأشخاص لمغادرة مناطقهم الإصلية بسبب العنف او التطهير العرقي وأن هذه الحالة – تنطبق تماما مع ماتعرض له سكان مديرية الجوبة.

وناشد جديع المنظمات الانسانية والحقوقية ووسائل الإعلام الى تسليط الضوء على ما يحدث بحق المواطنيين وممتلكاتهم بمديرية الجوبة ورصد وقائع الانتهاكات المستمرة بحق المواطنيين في المديرية.

كما ناشد المجتمع الدولي الى الوقف بحزم ضد مليشيات الحوثي وممارساتها القمعية بحق المواطنين في جميع المحافظات والمناطق التي تسيطر عليها .

انقطاع تام للخدمات

لم تعد مديرية الجوبة حالياً سوى موطناً للقليل من المواطنيين لا سيما كبار السن الذين لم يعودوا قادرين للهجرة من المديرية او نساء وأطفال يقومون على رعايتهم ، ومع ذلك فهم محرومون من ابسط الخدمات الإساسية .

فعشرات المدارس والتي كان يرتادها أكثر من ستة الف طالب قد تناقصت الى مدرستين لايتجاوز عدد طلابها مئتين طالب يقوم بتدرسيهم معلمين يستلمون رواتبهم من سلطات الشرعية

أما المنشئات والمرافق الصحية والمراكز الطبية فقد توقفت خدماتها العلاجية كلياً فلا يجد المريض  ممن تبقى من سكانها الا ما يقوم به بعض المتطوعين من الاهالي لعلاجه بالوسائل القديمة او بما توفر  لديهم من الإسعافات الإولية.

وحين تسوء حالة المريض يحتاج أهله لاسعافه من طرق وعرة ولمسافات طويلة قد ينتهي به المطاف الى الموت دون الوصول الى مستشفى أو مركز علاجي ينقذ حياته.

وهذا هو حال باقي الخدمات الأساسية في المديرية التي يشكو المواطنون ممن لايزالون يعيشون في المديرية من إنعدام كلي لكل الخدمات الأساسية والضرورية لحياتهم اليومية بما فيها المياة الصالحة للشرب وخدمة الكهرباء

فقد حرم الانقطاع الكلي لخدمة الكهرباء العامة الاهالي من الحصول على مياه الشرب النقية التي يحصلون عليها من   الآبار الجوفية التي يتطلب تشغيلها وجود خدمة الكهرباء المنقطعة تماما عن جميع قرى وعزل ومناطق المديرية منذ قرابة ثمانية أشهر.

أما خدمة الكهرباء التي كان المواطنون يعتمدون عليها بشكل كليّ  للحصول على الماء والإنارة وأجهزة التبريد والتكييف والتدفئة،فأضحت اليوم في ظل سيطرة المليشيات على المديرية حلما صعب المنال بعد أن كانت متوفرة 24 ساعة في جميع قرى ومناطق المديرية قبل سيطرة المليشيات عليها

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى